الحسن يثني على معاوية بكتب الشيعة يقول بالرواية.لما طعن الحسن بن علي ع بالمدائن أتيته وهو متوجع فقلت: ما ترى يا بن رسول الله فان الناس متحيرون؟ فقال: أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي.الاحتجاج للطبرسي ج2 ص10
|
قال البخاري : "٢٧٩٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ خَالَتِهِ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ، قَالَتْ: نَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا قَرِيبًا مِنِّي، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَتَبَسَّمُ، فَقُلْتُ: مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: «أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ يَرْكَبُونَ هَذَا البَحْرَ الأَخْضَرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ» قَالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَدَعَا لَهَا، ثُمَّ نَامَ الثَّانِيَةَ، فَفَعَلَ مِثْلَهَا، فَقَالَتْ مِثْلَ قَوْلِهَا، فَأَجَابَهَا مِثْلَهَا فَقَالَتْ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: «أَنْتِ مِنَ الأَوَّلِينَ»، فَخَرَجَتْ مَعَ زَوْجِهَا عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ غَازِيًا أَوَّلَ مَا رَكِبَ المُسْلِمُونَ البَحْرَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا مِنْ غَزْوِهِمْ قَافِلِينَ، فَنَزَلُوا الشَّأْمَ، فَقُرِّبَتْ إِلَيْهَا دَابَّةٌ لِتَرْكَبَهَا، فَصَرَعَتْهَا، فَمَاتَتْ" اهـ .
وفيه ايضا : "٣٧٦٤ - حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا المُعَافَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: أَوْتَرَ مُعَاوِيَةُ بَعْدَ العِشَاءِ بِرَكْعَةٍ، وَعِنْدَهُ مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاسٍ، فَأَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: «دَعْهُ فَإِنَّهُ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»"
٣٧٦٥ - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: "هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ، فَإِنَّهُ مَا أَوْتَرَ إِلَّا بِوَاحِدَةٍ؟ قَالَ: «أَصَابَ، إِنَّهُ فَقِيهٌ»" اهـ .
فهذه تزكية صريحة من حبر الامة ابن عباس لمعاوية رضي الله عنهما , وابن عباس رضي الله عنه احد رواة حديث النبي صلى الله عليه واله وسلم في فضل الفقه في الدين , قال الامام احمد : "٢٧٩٠ - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُّ فِي الدِّينِ "(١)"
(١) إسناده صحيح، مَن فوقَ سليمان بن داود ثقات من رجال الشيخين.
وأخرجه الدارمي (٢٢٥) ، والترمذي (٢٦٤٥) ، والطبراني (١٠٧٨٧) ، والبغوي (١٣٢) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح.
وفي الباب عن أبي هريرة سيأتي في "المسند" ٢/٢٣٤، وعن معاوية وسيأتي ٤/٩٩ و١٠١ "اهـ ."
فهذه الشهادة من حبر الامة ابن عباس رضي الله عنه لوحدها كافية .
ولقد حمل البعض قول ابن عباس رضي الله عنه على التقية , فأقول من حمل قول ابن عباس رضي الله عنه في قوله عن معاوية رضي الله عنه فقيه على التقية فقد اخطأ . وجانب الصواب , وذلك لان ابن عباس رضي الله عنه ما كان يخالف الحق وجها لوجه مع معاوية رضي الله عنه , او غيره , فكيف يستخدم التقية فيما بينه وبين احد تلاميذه , واصحابه وهو ابن ابي مليكة رحمه الله , ولهذا قال الامام البيهقي : "٥٤٧١ - وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: «دَعْهُ؛ فَإِنَّهُ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ». وَمِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ"
٥٤٧٢ - وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَحْمِلَ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى التُّقْيَةِ مِنْهُ؛ فَابْنُ عَبَّاسٍ كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْ أَنْ يَخَافَ مُعَاوِيَةَ فِي سُكُوتِهِ عَنْ فِعْلٍ أَخْطَأَ فِيهِ، وَكَانَ أَعْلَمَ وَأَورعَ مِنْ أَنْ يَقُولَ لِأَصْحَابِهِ فِي دِينِ اللَّهِ تَعَالَى مَا يَعْتَقِدُ خِلَافَهُ، وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، وَيَمْلَئُونَ مَسَامِعَهُ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَكَيْفَ يُظَنُّ بِابْنِ عَبَّاسٍ أَنْ يَقُولَ لِأَصْحَابِهِ فِيمَا بَيْنَهُمْ: أَصَابَ مُعَاوِيَةُ فِي شَيْءٍ يُنْكِرُهُ بِقَلْبِهِ "اهـ ."
ومن اقتداء معاوية برسول الله صلى الله عليه واله وسلم , وتواضعه رضي الله عنه ما جاء في سنن الامام الترمذي : "٢٧٥٥ - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ أَبِى مِجْلَزٍ قَالَ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَابْنُ صَفْوَانَ حِينَ رَأَوْهُ. فَقَالَ اجْلِسَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ». وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ"
تحقيق الألباني : صحيح ، المشكاة ( ٤٦٩٩ ) "اهـ ."
وعند الامام الترمذي وغيره : "٣٨٤٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى عَمِيرَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ « اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِ بِهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ"
صحيح ، المشكاة ( ٦٢٣ ) ، الصحيحة ( ١٩٦٩ ) "اهـ ."
وقال الامام الالباني في الصحيحة بعد ان ذكر الرواية وطرقها : "و بالجملة فالحديث صحيح ، و هذه الطرق تزيده قوة على قوة" اهـ .
وفي التعليقات الحسان : "٧١٦٦ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَحْطَبَةَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَعِيِّ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: (اللهم علِّم معاوية الكتاب والحساب وقِهِ العذاب) "
[تعليق الشيخ الألباني] صحيح لغيره ـ (( الصحيحة )) (٣٢٢٧) "اهـ ."
وفي مصنف الامام عبد الرزاق : "٢٠٧١٧ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ - حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: سَلَّمْتُ عَلَيْهِ - ثُمَّ قَالَ: «مَا فَعَلَ طَعْنُكَ عَلَى الْأَئِمَّةِ يَا مِسْوَرُ؟» قَالَ: قُلْتُ: ارْفُضْنَا مِنْ هَذَا، أَوْ أَحْسِنْ فِيمَا قَدِمْنَا لَهُ، قَالَ: «لَتُكَلِّمَنَّ بِذَاتِ نَفْسِكَ» قَالَ: فَلَمْ أَدَعْ شَيْئًا أَعِيبُهُ بِهِ إِلَّا أَخْبَرْتُهُ بِهِ، قَالَ: «لَا أَبْرَأُ مِنَ الذُّنُوبِ فَهَلْ لَكَ ذُنُوبٌ تَخَافُ أَنْ تَهْلَكَ إِنْ لَمْ يَغْفِرْهَا اللَّهُ لَكَ؟» ، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَمَا يَجْعَلُكَ أَحَقَّ بِأَنْ تَرْجُوَ الْمَغْفِرَةَ مِنِّي، فَوَاللَّهِ لَمَا أَلِي مِنَ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ، وَإِقَامَةِ الْحُدُودِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْأُمُورِ الْعِظَامِ الَّتِي تُحْصِيهَا أَكْثَرُ مِمَّا تَلِي، وَإِنِّي لَعَلَى دِينٍ يَقْبَلُ اللَّهُ فِيهِ الْحَسَنَاتِ، وَيَعْفُو فِيهِ عَنِ السَّيِّئَاتِ، وَاللَّهِ مَعَ ذَلِكَ مَا كُنْتُ لِأُخَيَّرَ بَيْنَ اللَّهِ وَغَيْرِهِ، إِلَّا اخْتَرْتُ اللَّهَ عَلَى مَا سِوَاهُ» قَالَ: فَفَكَّرْتُ حِينَ قَالَ لِي مَا قَالَ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ خَصَمَنِي، فَكَانَ إِذَا ذَكَرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ دَعَا لَهُ بِخَيْرٍ" اهـ .
وقد صحح الامام ابن عبد البر هذا الاثر في الاستيعاب حيث قال بعد ان ذكره : "وهذا الخبر من أصح ما يروى من حديث ابن شهاب رواه عنه معمر وجماعة"
وفي كتاب السنة للخلال : "٦٥٤ - وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: أَلَيْسَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ صِهْرٍ وَنَسَبٍ يَنْقَطِعُ إِلَّا صْهِرِي وَنَسَبِي» ؟ قَالَ:" بَلَى، قُلْتُ: وَهَذِهِ لِمُعَاوِيَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، لَهُ صِهْرٌ وَنَسَبٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: «مَا لَهُمْ وَلِمُعَاوِيَةَ، نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ» // إسناده صحيح "اهـ ."
وفيه ايضا : "٦٥٩ - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَنَّ أَبَا الْحَارِثِ حَدَّثَهُمْ قَالَ: وَجَّهْنَا رُقْعَةً إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: مَا تَقُولُ رَحِمَكَ اللَّهُ فِيمَنْ قَالَ: لَا أَقُولُ إِنَّ مُعَاوِيَةَ كَاتَبُ الْوَحْيِ، وَلَا أَقُولُ إِنَّهُ خَالُ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهُ أَخَذَهَا بِالسَّيْفِ غَصْبًا؟ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا قَوْلُ سَوْءٍ رَدِيءٌ، يُجَانَبُونَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ، وَلَا يُجَالَسُونَ، وَنُبَيِّنُ أَمْرَهُمْ لِلنَّاسِ// إسناده صحيح ."
٦٦٠ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ: مُعَاوِيَةُ أَوْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ فَقَالَ: «مُعَاوِيَةُ أَفْضَلُ، لَسْنَا نَقِيسُ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا» . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِيَ الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ»// إسناده صحيح "اهـ ."
وفيه ايضا : "٦٦٤ - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْمَرْوذِيُّ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: سُئِلَ الْمُعَافَى وَأَنَا أَسْمَعُ، أَوْ سَأَلْتُهُ: مُعَاوِيَةُ أَفْضَلُ أَوْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟، فَقَالَ: «كَانَ مُعَاوِيَةُ أَفْضَلُ مِنْ سِتِّمِائَةٍ مِثْلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ» // إسناده صحيح" اهـ .
وفيه ايضا: "٦٩٣ - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ سِنْدِيٍّ قَرَابَةَ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ قَالَ: كُنْتُ، أَوْ حَضَرْتُ، أَوْ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، لِي خَالٌ ذَكَرَ أَنَّهُ يَنْتَقِصُ مُعَاوِيَةَ، وَرُبَّمَا أَكَلْتُ مَعَهُ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُبَادِرًا: «لَا تَأْكُلْ مَعَهُ» // إسناده صحيح" اهـ .
وفيه ايضا : "٧١٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَنَحْنُ بِالْعَسْكَرِ وَقَدْ جَاءَ بَعْضُ رُسُلِ الْخَلِيفَةِ وَهُوَ يَعْقُوبُ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِيمَا كَانَ مِنْ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «مَا أَقُولُ فِيهَا إِلَّا الْحُسْنَى، رَحِمَهُمُ اللَّهُ أَجْمَعِينَ» // إسناده صحيح" اهـ .
{ ترضي علماء الامة الكبار على امير المؤمنين معاوية رضي الله عنه }
وقال الامام الشافعي : "وقد رُوِيَ ان مُعَاوِيَةَ رضي اللَّهُ عنه كَتَبَ إلَى بن عَبَّاسٍ رضي اللَّهُ عنهما وَزَيْدِ بن ثَابِتٍ رضي اللَّهُ عنه يَسْأَلُهُمَا عن مِيرَاثِ الْمُرْتَدِّ فَقَالَا لِبَيْتِ الْمَالِ" اهـ .
وقال الامام البخاري : "٤٥٦ - عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ من بَنِي عَبْد شمس، سَمِعَ مُعَاوِيَة رَضِيَ الله عَنْهُ" اهـ .
وقال : "١٥٠١ - عُبَيْد بْن وردان التجيبي، ادركمعاويةرضى الله عَنْهُ، روى عَنْهُ حرملة بْن عِمْرَان، الْمِصْرِيّ." اهـ .
وقال الامام ابو الحسن الاشعري : "وكذلك ما جرى بين سيدنا علي ومعاوية رضي الله عنهما فدل على تأويل واجتهاد" اهـ .
وقال الامام ابن عبد البر : "وَاحْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَيْضًا مَنْ زَعَمَ أَنَّ عَمَلَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَا حُجَّةَ فِيهِ وَقَالَ أَلَا تَرَى أَنَّ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ يُرِيدُ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ عَنْ تَغْيِيرِ مِثْلِ هَذَا وَالْحِفْظِ لَهُ وَالْعَمَلِ بِهِ" اهـ .
وقال الامام ابن حزم : "عَليّ وَالْحسن مَعَ مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنْهُم" اهـ .
وقال : "قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَأما أَمر مُعَاوِيَةرَضِي الله عَنهُ فبخلاف ذَلِك" اهـ .
وقال : "وقطعنا أَن مُعَاوِيَةرَضِي الله عَنهُ وَمن مَعَه مخطئون مجتهدون مأجورون أجرا وَاحِدًا" اهـ .
وقال في الرسالة الباهرة : "لأنه إنما فتحت مصر والشام في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأفريقية في زمان معاوية رضي الله عنه" اهـ .
وقال : "ثم فتح معاويةُ رضي الله عنه إفريقية وجميع بلاد البربر إلى بلاد السودان - أسلم كلُّ من ذكرنا؛ وحاصر القُسْطَنْطِنية" اهـ .
وقال : "معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: ولي الخلافة بعد علي عليه السلام عشرين سنة" اهـ .
وقال الامام ابو عبد الله الرازي : "وَحُكِيَ هَذَا الْقَوْلُ أَيْضًا عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ." اهـ .
وقال : "وَرُوِيَ أَنَّهُ دَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا عَلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ" اهـ .
وقال الامام الماوردي : "حكى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: غزوت مع معاويةرضي الله عنه في بحر الروم" اهـ .
وقال : "وَقَدْ قَالَ مُعَاوِيَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كُلّ سَرَفٍ فَبِإِزَائِهِ حَقٌّ مُضَيَّعٌ" اهـ .
وقال الحافظ العلائي : "٩٠٤ - يزيد بن أبي مريم عنمعاوية رضي الله عنه قال بن عساكر وله رؤية من واثلة" اهـ .
وقال الامام القرطبي : "وَيُرْوَى أَنَّ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا أَفْضَى إِلَيْهِ الْأَمْرُ عَاتَبَ سَعْدًا عَلَى مَا فَعَلَ، وَقَالَ لَهُ: لَمْ تَكُنْ مِمَّنْ أَصْلَحَ بَيْنَ الْفِئَتَيْنِ حِينَ اقْتَتَلَا، وَلَا مِمَّنْ قَاتَلَ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ" اهـ .
وقال الامام الخطيب في ترجمة اسامة بن زيد رضي الله عنه : "ويكنى أبا محمد قبض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو ابن عشرين سنة وكان قد نزل وادي القرى ومات بالمدينة في آخر خلافة معاوية رضي الله عنه" اهـ .
وقال الامام ابن الجوزي في نقله لاثر ضرار بن نضرة : "قال فذرفت دموع معاويةرضي الله عنه حتى خرت على لحيته فما يملكها وهو ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء ثم قال معاوية رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك" اهـ .
وقال في ترجمة قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه : "وتوفي قيس بالمدينة في آخر خلافة معاوية رضي الله عنه" اهـ .
وقال الامام السيوطي : "و قال معاوية رضي الله عنه : أما أبو بكر فلم يرد الدنيا و لم ترده" اهـ .
وقال الامام ابن عساكر : "١٠٣٠ ثابت بن قيس بن الخطيم واسمه ثابت بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر وهو كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك ابن الأوس الأنصاري الظفري له صحبة وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم أحدا وما بعدها وصحب عليا عليه السلام وولاه المدائن ووفد على معاوية رضي الله عنه" اهـ .
وقال الامام النووي : "وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَهُوَ مِنَ الْعُدُولِ الْفُضَلَاءِ وَالصَّحَابَةِ النُّجَبَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ" اهـ .
وقال : "وَعَمْرٌو هَذَا السَّاعِي هُوَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَلَّاهُ عَمُّهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا" اهـ .
وقال الامام السبكي : "ومما يدل على ذلك قول عمرو بن العاص لمعاوية رضي الله عنهما:"
أمرتك أمرا جازما فعصيتني ... وكان من التوفيق قتل ابن هاشم
وابن هاشم هذا رجل من بني هاشم خرج من العراق على معاويةرضي الله عنه فامسكه فأشار عليه عمرو بقتله فخالفه معاوية لشدة حلمه وكثرة عفوه فأطلقه فخرج عليه مرة أخرى فأنشده عمرو البيت في ذلك لا في علي رضي الله عنه وإنما نبهنا على ذلك مخافة أن يتوهمه متوهم "اهـ ."
وقال الامام الغزالي : "وما جرى بين معاوية وعليرضي الله عنهماكان مبنيا على الاجتهاد لا منازعة من معاوية في الإمامة" اهـ .
وقال الامام ابن حجر : "١٥٠٢ - عبد الله بن يحيى المؤدب عن إسماعيل بن عياش بخبر باطل في فضل معاوية رضي الله عنه لا يدري من ذا انتهى وتقدم الحديث المذكور في ترجمة الحسن بن شعيب وكلام المؤلف في عبد الله بن"
وقال : "١٤١٠ - محمد بن يزيد العابد قال حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة فذكر خبرا موضوعا هو آفته في فضايل معاوية رضي الله عنه" اهـ .
وقال : "٥٢٧٨ - يزيد بن زياد وابن أبي زياد المدني شيخ لمالك عن محمد بن كعب وعنه مالك وثقه النسائي مات في خلافة معاوية رضي الله عنه" اهـ .
٦٣١ - صحيح البخاري - بَابُ فَضْلِ مَنْ يُصْرَعُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمَاتَ فَهُوَ مِنْهُمْ - ج ٤ ص ١٨ .
٦٣٢ - صحيح البخاري - بَابُ ذِكْرِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ج ٥ ص ٢٨ - ٢٩ .
٦٣٣ - مسند أحمد - تحقيق شعيب الارناؤوط - ج ٥ ص ١١ , وقال الامام الالباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي - صحيح - ج ٥ ص ٢٨ .
٦٣٤ - معرفة السنن والاثار - ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي - ج ٤ ص ٦٠ .
٦٣٥ - صحيح وضعيف سنن الترمذي - محمد ناصر الدين الالباني - ج ٦ ص ٢٥٥ .
٦٣٦ - صحيح وضعيف سنن الترمذي - محمد ناصر الدين الالباني - ج ٨ ص ٣٤٢ , والآحاد والمثاني - أحمد بن عمرو بن الضحاك أبو بكر الشيباني - ج ٢ ص ٣٢٦ .
٦٣٧ - سلسلة الاحاديث الصحيحة - محمد ناصر الدين الالباني - ج ٤ ص ٤٦٨ .
٦٣٨ - التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان - محمد ناصر الدين الالباني - ج ١٠ ص ٢٧٥ .
٦٣٩ - المصنف - عبد الرزاق بن همام الصنعاني - ج ١١ ص ٣٤٤ .
٦٤٠ - الاستيعاب - ابو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر - ج ١ ص ٤٤٦ .
٦٤١ - السنة للخلال - تحقيق : د. عطية الزهراني - ج ٢ ص ٤٣٢ .
٦٤٢ - السنة للخلال - تحقيق : د. عطية الزهراني - ج ٢ ص ٤٣٤ .
٦٤٣ - السنة للخلال - تحقيق : د. عطية الزهراني - ج ٢ ص ٤٣٥ .
٦٤٤ - السنة للخلال - تحقيق : د. عطية الزهراني - ج ٢ ص ٤٤٨ .
٦٤٥ - السنة للخلال - تحقيق : د. عطية الزهراني - ج ٢ ص ٤٦٠ .
٦٤٦ - الأم - محمد بن ادريس الشافعي - ج ٦ ص ١٧٠ .
٦٤٧ - التاريخ الكبير - محمد بن اسماعيل البخاري - ج ٥ ص ١٤٩ .
٦٤٨ - التاريخ الكبير - محمد بن اسماعيل البخاري - ج ٦ ص ٦ .
٦٤٩ - الإبانة - ابو الحسن علي بن اسماعيل الأشعري - ج ١ ص ٢٥١ .
٦٥٠ - التمهيد - ابو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر - ج ٧ ص ٢٢٠ .
٦٥١ - الفصل في الملل والأهواء والنحل - ابو محمد علي بن احمد بن حزم - ج ٤ ص ٧٣ .
٦٥٢ - الفصل في الملل والأهواء والنحل - ابو محمد علي بن احمد بن حزم - ج ٤ ص ١٢٤ .
٦٥٣ - الفصل في الملل والأهواء والنحل - ابو محمد علي بن احمد بن حزم - ج ٤ ص ١٢٥ .
٦٥٤ - الرسالة الباهرة - ابو محمد علي بن احمد بن حزم - ج ١ ص ٥ .
٦٥٥ - رسائل ابن حزم - ابو محمد علي بن احمد بن حزم -ج ٢ ص ١٢٦ .
٦٥٦ - رسائل ابن حزم - ابو محمد علي بن احمد بن حزم -ج ٢ ص ٦٥ .
٦٥٧ - تفسير الرازى - ابو عبد الله محمد بن عمر الرازي - ج ٢٠ ص ٢٩٣ .
٦٥٨ - تفسير الرازى - ابو عبد الله محمد بن عمر الرازي - ج ٢٢ ص ١٨٠ .
٦٥٩ - النكت والعيون - أبو الحسن علي بن محمد الماوردي - ج ٣ ص ٢٩٣ .
٦٦٠ - أدب الدنيا والدين - أبو الحسن علي بن محمد الماوردي - ص ١٨٧ .
٦٦١ - جامع التحصيل - أبو سعيد بن خليل بن كيكلدي أبو سعيد العلائي - ج ١ ص ٣٠٢ .
٦٦٢ - تفسير القرطبي - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي - ج ١٦ ص ٣١٩ .
٦٦٣ - المتفق والمفترق - ابو بكر احمد بن علي بن ثابت البغدادي - ج ٢ ص ١٥ .
٦٦٤ - صفة الصفوة - عبد الرحمن بن علي بن الجوزي - ج ١ ص ١١٨ .
٦٦٥ - صفة الصفوة - عبد الرحمن بن علي بن الجوزي - ج ١ ص ٢٨٠ .
٦٦٦ - تاريخ الخلفاء - جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي - ج ١ ص ١٠٨ .
٦٦٧ - تاريخ دمشق - ابو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر -ج ١١ ص ١٣٦ .
٦٦٨ - شرح صحيح مسلم - ابو زكريا يحيى بن شرف النووي - ج ١٥ ص ١٤٩ .
٦٦٩ - شرح صحيح مسلم - ابو زكريا يحيى بن شرف النووي - ج ١ ص ٢٠٨ .
٦٧٠ - الإبهاج - تقي الدين ابو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي - ج ٢ ص ٧ .
٦٧١ - إحياء علوم الدين - ابو حامد محمد بن محمد الغزالي - ج ١ ص ١١٥ .
٦٧٢ - لسان الميزان - احمد بن علي بن حجر - ج ٣ ص ٣٧٦ .
٦٧٣ - لسان الميزان - احمد بن علي بن حجر - ج ٥ ص ٤٣٢ .
٦٧٤ - لسان الميزان - احمد بن علي بن حجر - ج ٧ ص ٤٤٠ .
33333333333333333333333333333333333333
ولقد قال شيخ الاسلام في موضع اخر من نفس الكتاب : "وَقَدْ وَضَعَ النَّاسُ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً مَكْذُوبَةً عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأُصُولِ، وَالْأَحْكَامِ، وَالزُّهْدِ، وَالْفَضَائِلِ، وَوَضَعُوا كَثِيرًا مِنْ فَضَائِلِ الْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعَةِ، وَفَضَائِلِ مُعَاوِيَةَ" اهـ .
ففي هذا النقل قد اثبت شيخ الاسلام بوضع كثير من الاحاديث في فضائل الخلفاء الاربعة , وكذلك في فضائل معاوية رضي الله عنهم جميعا , فكلام شيخ الاسلام بعدم صحة احاديث كثيرة في فضائل معاوية رضي الله عنه يتعلق بالاثار الموضوعة , ولقد ثبت عن شيخ الاسلام رحمه الله التصريح باثبات اثار في فضائل معاوية رضي الله عنه , حيث جاء في جامع المسائل : "وكان معاويةُ أوَّلَ الملوك، وفيه ملكٌ ورحمةٌ، كما رُوِيَ في الحديث:" ستكون خلافةُ نبوةٍ، ثم يكون ملكٌ ورحمة، ثمَّ يكون ملكٌ وجبرية، ثمَّ يكون ملك عَضُوض "اهـ ."
وقال: "ثم لما مات معاويةُ تولّى ابنُه يزيد هذا، وجرى بعد موت معاوية من الفتن والفرقة والاختلاف ما ظهر به مصداقُ ما أخبر به النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيث قال:" سيكون نبوّة ورحمة، ثم يكون خلافةُ نبوةٍ ورحمة، ثم يكون ملك ورحمة، ثم يكون ملك عضوض "."
فكانت نبوّةُ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نبوّة ورحمة، وكانت خلافةُ الخلفاء الراشدين خلافةَ نبوّةٍ ورحمة، وكانت إمارةُ معاوية مُلكًا ورحمة، وبعده وقع مُلكٌ عَضُوض "اهـ ."
وقال : "وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ مُعَاوِيَةَ أَفْضَلُ مُلُوكِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَإِنَّ الْأَرْبَعَةَ قَبْلَهُ كَانُوا خُلَفَاءَ نُبُوَّةٍ وَهُوَ أَوَّلُ الْمُلُوكِ؛ كَانَ مُلْكُهُ مُلْكًا وَرَحْمَةً كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ:" {يَكُونُ الْمُلْكُ نُبُوَّةً وَرَحْمَةً ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ وَرَحْمَةٌ ثُمَّ يَكُونُ مُلْكٌ وَرَحْمَةٌ ثُمَّ مُلْكٌ وَجَبْرِيَّةٌ ثُمَّ مُلْكٌ عَضُوضٌ} "اهـ ."
وفي مختصر الفتاوى لابن تيمية التي جمعها العلامة البعلي : "وَمُعَاوِيَة قد اسْتَكْتَبَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للوحي وَكَانَ أَكثر النَّاس كِتَابَة لَهُ وَقد روى بِإِسْنَاد جيد أَن النَّبِي وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ اللَّهُمَّ علمه الْكتاب والحساب وقه سوء الْعَذَاب" اهـ .
وقال في المجموع : "فَإِنَّ مُعَاوِيَةَ ثَبَتَ بِالتَّوَاتُرِ أَنَّهُ أَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَمَرَ غَيْرَهُ وَجَاهَدَ مَعَهُ وَكَانَ أَمِينًا عِنْدَهُ يَكْتُبُ لَهُ الْوَحْيَ وَمَا اتَّهَمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابَةِ الْوَحْيِ" اهـ .
وقال في المنهاج ناقلا سيرة معاوية رضي الله عنه ومدح بعض السلف له : "فَلَمْ يَكُنْ مِنْ مُلُوكِ الْمُسْلِمِينَ مَلِكٌ خَيْرٌ مِنْ مُعَاوِيَةَ، وَلَا كَانَ النَّاسُ فِي زَمَانِ مَلِكٍ مِنَ الْمُلُوكِ خَيْرًا مِنْهُمْ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ، إِذَا نُسِبَتْ أَيَّامُهُ إِلَى أَيَّامِ مَنْ بَعْدَهُ. وَأَمَّا إِذَا نُسِبَتْ إِلَى أَيَّامِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ظَهَرَ التَّفَاضُلُ."
وَقَدْ رَوَى أَبُو بَكْرٍ الْأَثْرَمُ، وَرَوَاهُ ابْنُ بَطَّةَ مِنْ طَرِيقِهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَوْ أَصْبَحْتُمْ فِي مِثْلِ عَمَلِ مُعَاوِيَةَ لَقَالَ أَكْثَرُكُمْ: هَذَا الْمَهْدِيُّ.وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ بَطَّةَ بِإِسْنَادِهِ الثَّابِتِ مِنْ وَجْهَيْنِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَوْ أَدْرَكْتُمْ مُعَاوِيَةَ لَقُلْتُمْ: هَذَا الْمَهْدِيُّ.
وَرَوَاهُ الْأَثْرَمُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَوَّاشٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُكْتِبُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْأَعْمَشِ، فَذَكَرُوا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعَدْلَهُ، فَقَالَ الْأَعْمَشُ: فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكْتُمْ مُعَاوِيَةَ؟ قَالُوا: فِي حِلْمِهِ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ، بَلْ فِي عَدْلِهِ . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ فَرَضَ لِلنَّاسِ عَلَى أُعْطِيَّةِ آبَائِهِمْ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ، فَأَعْطَانِي ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، ثَنَا [الثَّقَفِيُّ] ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، يَعْنِي السَّبِيعِيَّ ، أَنَّهُ [ذَكَرَ مُعَاوِيَةَ] فَقَالَ: لَوْ [أَدْرَكْتُمُوهُ أَوْ] أَدْرَكْتُمْ أَيَّامَهُ لَقُلْتُمْ: كَانَ الْمَهْدِيَّ .
وَرَوَى الْأَثْرَمُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي [بَكْرِ] بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، يَعْنِي مُعَاوِيَةَ.
وَقَالَ الْبَغَوِيُّ: حَدَّثَنَا سُوِيدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ قَدْ جَعَلَ فِي كُلِّ قَبِيلٍ رَجُلًا، وَكَانَ رَجُلٌ مِنَّا يُكْنَى أَبَا يَحْيَى، يُصْبِحُ كُلَّ يَوْمٍ فَيَدُورُ عَلَى الْمَجَالِسِ: هَلْ وُلِدَ فِيكُمُ اللَّيْلَةَ وَلَدٌ؟ هَلْ حَدَثَ اللَّيْلَةَ حَدَثٌ ؟ هَلْ نَزَلَ الْيَوْمَ بِكُمْ نَازِلٌ؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، نَزَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ بِعِيَالِهِ، يُسَمُّونَهُ وَعِيَالَهُ، فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْقَبِيلِ كُلِّهِ أَتَى الدِّيوَانَ، فَأَوْقَعَ أَسْمَاءَهُمْ فِي الدِّيوَانِ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ [بْنَ أَبِي سُفْيَانَ] يَخْطُبُنَا يَقُولُ: إِنَّ فِي بَيْتِ مَالِكُمْ فَضْلًا بَعْدَ أُعْطِيَاتِكُمْ ، وَإِنِّي قَاسِمُهُ بَيْنَكُمْ، فَإِنْ كَانَ يَأْتِينَا فَضْلٌ عَامًا قَابِلًا قَسَّمْنَاهُ عَلَيْكُمْ، وَإِلَّا فَلَا عَتَبَةَ عَلَيَّ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بِمَالِي، وَإِنَّمَا هُوَ مَالُ اللَّهِ الَّذِي أَفَاءَ عَلَيْكُمْ.
وَفَضَائِلُ مُعَاوِيَةَ فِي حُسْنِ السِّيرَةِ وَالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ كَثِيرَةٌ. وَفِي الصَّحِيحِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ؟ إِنَّهُ أَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ ؟ قَالَ: أَصَابَ إِنَّهُ فَقِيهٌ .
وَرَوَى الْبَغَوِيُّ فِي مُعْجَمِهِ بِإِسْنَادِهِ، وَرَوَاهُ ابْنُ بَطَّةَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، كِلَاهُمَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ صَلَاةً بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ إِمَامِكُمْ هَذَا. يَعْنِي مُعَاوِيَةَ.
فَهَذِهِ شَهَادَةُ الصَّحَابَةِ بِفِقْهِهِ وَدِينِهِ، وَالشَّاهِدُ بِالْفِقْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَبِحُسْنِ الصَّلَاةِ أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَهُمَا هُمَا. وَالْآثَارُ الْمُوَافِقَةُ لِهَذَا كَثِيرَةٌ "اهـ ."
فقد تبين لنا من هذه النقولات ان الرافضة يأخذون من كلام العلماء ما يناسبهم , ويتركون غيره , ثم بعد ذلك يفسرون الكلام على هواهم للطعن لا اكثر .
قال الامام البيهقي : "أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَادَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم قَدْ جَاءَ فَقُلْتُ: مَا جَاءَ إِلَّا إِلَيَّ فَاخْتَبَأْتُ عَلَى بَابِ فَجَاءَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً فَقَالَ: «اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ» وَكَانَ يَكْتُبُ الْوَحْيَ قَالَ: فَذَهَبْتُ فَدَعَوْتُهُ لَهُ فَقِيلَ: إِنَّهُ يَأْكُلُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «فَاذْهَبْ فَادْعُهُ» فَأَتَيْتُهُ فَقِيلَ: إِنَّهُ يَأْكُلُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ: «لَا أَشْبَعَ اللهُ بَطْنَهُ» ، قَالَ: فَمَا شَبِعَ بَطْنُهُ» ، قَالَ: فَمَا شبع بَطْنُهُ أَبَدًا وَرُوِيَ عَنْ هُرَيْمٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ زِيَادَةٌ تدل على الاستجابة" اهـ .
وقال الامام القرطبي : "وَقَدْ عُدَّ فِي الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ مُعَاوِيَةُ وَأَبُوهُ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ. أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَبَعِيدٌ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ، فَكَيْفَ يَكُونُ مِنْهُمْ وَقَدِ ائْتَمَنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى وَحْيِ اللَّهِ وَقِرَاءَتِهِ وَخَلَطَهُ بِنَفْسِهِ. وَأَمَّا حَالُهُ فِي أَيَّامِ أَبِي بَكْرٍ فَأَشْهَرُ مِنْ هَذَا وَأَظْهَرُ" اهـ .
وقال الامام ابن قدامة : "ومعاوية خال المؤمنين ، وكاتب وحي الله ، أحد خلفاء المسلمين رضي الله عنهم" اهـ .
وقد اعترف الرافضي نعمة الله الجزائري اثناء طعنه بالقران الكريم بان معاوية رضي الله عنه كان من كتبة الوحي , حيث قال : "وفي ذلك القرآن زيادات كثيرة وهو خال من التحريف وذلك ان عثمان قد كان من كتاب الوحي لمصلحة راها النبي صلى الله عليه واله وهي ان لا يكذبوه في امر القران بان يقولوا انه مفترى او انه لم ينزل به الروح الامين , كما قاله اسلافهم بل قالوه هم ايضا وكذلك جعل معاوية من الكتاب قبل موته بستة اشهر لمثل هذه المصلحة ايضا" اهـ .
{ جهاد معاوية رضي الله عنه ودخوله في الذين وعدهم الله بالحسنى }
يدخل معاوية رضي الله عنه في قوله تعالى : { وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١٠) : الحديد } , وذلك لان هذا الخطاب للصحابة الكرام , فمن ثبت له الجهاد بعد الفتح سواء في حياة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , او بعد موته فداه ابي وامي فالحكم يشمله , واما ما يتعلق بالانفاق فان الانفاق يكون بالسر والعلن , ومن المعلوم ان السر لا يطلع عليه الا الله تعالى , قال تعالى : { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٤) : البقرة } , فلا نحتاج ان نعرف ثبوت الانفاق , او عدمه بالنسبة لاي صحابي , وذلك لان الله تعالى قد قدم نفقة السر على العلن , والسر لا يعلمه الا الله تعالى , والصحابة الكرام بذلوا الغالي والنفيس في نصرة الدين رضي الله عنهم .
قال الامام البخاري: "٢٧٩٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ خَالَتِهِ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ، قَالَتْ: نَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا قَرِيبًا مِنِّي، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَتَبَسَّمُ، فَقُلْتُ: مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: «أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ يَرْكَبُونَ هَذَا البَحْرَ الأَخْضَرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ» قَالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَدَعَا لَهَا، ثُمَّ نَامَ الثَّانِيَةَ، فَفَعَلَ مِثْلَهَا، فَقَالَتْ مِثْلَ قَوْلِهَا، فَأَجَابَهَا مِثْلَهَا فَقَالَتْ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: «أَنْتِ مِنَ الأَوَّلِينَ»، فَخَرَجَتْ مَعَ زَوْجِهَا عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ غَازِيًا أَوَّلَ مَا رَكِبَ المُسْلِمُونَ البَحْرَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا مِنْ غَزْوِهِمْ قَافِلِينَ، فَنَزَلُوا الشَّأْمَ، فَقُرِّبَتْ إِلَيْهَا دَابَّةٌ لِتَرْكَبَهَا، فَصَرَعَتْهَا، فَمَاتَتْ" اهـ .
قال ابن حجر : "قَوْله أَوَّلُ مَا رَكِبَ الْمُسْلِمُونَ الْبَحْرَ مَعَ مُعَاوِيَةَ كَانَ ذَلِك فِي"
خلَافَة عُثْمَان وَكَانَت غزاتهم إِلَى قبرص وَبهَا مَاتَت أم حرَام "اهـ ."
وقال ايضا : "وَقَوْلُهُ فِيهِ أَوَّلُ مَا رَكِبَ الْمُسْلِمُونَ الْبَحْرَ مَعَ مُعَاوِيَةَ كَانَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ" اهـ .
وقال ابو عمر بن عبد البر: "وَفِيهِ فَضْلٌ لِمُعَاوِيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ إِذْ جَعَلَ مَنْ غَزَا تَحْتَ رَايَتِهِ مِنَ الْأَوَّلِينَ" اهـ .
وفي تاريخ ابي زرعة : "حدثنا أبو زرعة قال: أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حِصْنِ بْنِ عَلَّاقٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: غَزَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ قُبْرسَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ فَاخِتَةُ ابْنَةُ قُرَظَةَ" اهـ .
وفي تاريخ الطبري : "قال أبو جعفر ولما غزا معاوية قبرس صالح أهلها فيما حدثني علي بن سهل قال حدثنا الوليد بن مسلم قال أخبرني سليمان بن أبي كريمة والليث بن سعد وغِيرهما من مشيخة ساحل دمشق أن صلح قبرس وقع على جزية سبعة آلاف دينار يؤدونها إلى المسلمين في كل سنة ويؤدون إلى الروم مثلها ليس للمسلمين أن يحولوا بينهم وبين ذلك على ألا يغزوهم ولا يقاتلوا من وراءهم ممن أرادهم من خلفهم وعليهم أن يؤذنوا المسلمين بمسير عدوهم من الروم إليهم وعلى أن يبطرق إمام المسلمين عليهم منهم وقال الواقدي غزا معاوية في سنة ثمان وعشرين قبرس وغزاها أهل مصر وعليهم عبدالله بن سعد بن أبي سرح حتى لقوا معاوية فكان على الناس" اهـ .
وقال خليفة بن خياط : "غَزْو قبرس قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وفيهَا غزا مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان فِي الْبَحْر وَمَعَهُ امْرَأَته فَاخِتَة بنت قرظة من بَنِي عَبْد منَاف وَمَعَهُ عبَادَة بْن الصَّامِت وَمَعَهُ امْرَأَته أم حرَام بنت ملْحَان الْأَنْصَارِيَّة فَأتى قبرس فَتُوُفِّيَتْ أم حرَام فقبرها هُنَاكَ" اهـ .
وقال اليعقوبي الشيعي : "وافتتح معاوية بن أبي سفيان قبرس" اهـ .
وقال الامام احمد بن عمرو : "٥٢٤- حَدَّثَنَا عَمْرو بن عثمان حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم حَدَّثَنَا عَبْد الله بن العلاء قال ثغر المسلمون من حائط قيسارية فلسطين ثغرة فتحاماها الناس فكتب عمر إلى معاوية رَضِيَ الله تعالى عنهما بتوليه قتالها فتناول اللواء وانهض الناس وتبعوه فركز لواءه في الثغرة فقال انا بن عنبسة يريد الأسد" اهـ .
وقال الامام البيهقي: "١٨٥٨٩- أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرُوَيْهِ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِى الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِى حَبِيبٍ فِى فَتْحِ قَيْسَارِيَّةَ قَالَ فَكَانُوا يَرْمُونَهَا كُلَّ يَوْمٍ بِسِتِّينَ مَنْجَنِيقًا وَذَلِكَ فِى زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدَىْ مُعَاوِيَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو" اهـ .
وقال خليفة بن خياط : "سنة تسع عشرَة فتحقيساريةفِيهَا فتحت قيسارية أميرها مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان وَسَعِيد بْن عَامر بْن حذيم كل أَمِير عَلَى جنده فَهزمَ اللَّهُ الْمُشْركين وَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وَذَلِكَ فِي سنة تسع عشرَة وَقَالَ ابْن إِسْحَاق سنة عشْرين" اهـ .
وقال الامام ابن عساكر : "أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا محمد بن عوف المزني أنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين بن السمسار أنا أبو بكر محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا يزيد بن سمرة نا الحكم بن عبد الرحمن بن أبي العصماء الفرعي من خثعم وكان ممن شهد قيسارية قال حاصرها معاوية سبع سنين إلا أشهر ومقاتلة الروم الذين يرزقون فيها مائة ألف وسامرتها ثمانون ألفا ويهودها مائتا ألف فدلهم لنطاق على عورة وكان من الرهون فأدخلهم من قناة يمشي فيها الجمل بالجمل وكان ذلك يوم الأحد فلم يعلموا وهم في الكنيسة إلا وبالتكبير على باب الكنيسة فكانت بوارهم" اهـ .
وقال المفيد : "وذلك أنه لا خلاف بين الأمة أن أبا سفيان أسلم قبل الفتح بأيام ، وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله الأمان لمن دخل داره تكرمة له وتمييزا عمن سواه ، وأسلم معاوية قبله في عام القضية وكذلك كان إسلام يزيد بن أبي سفيان . وقد كان لهؤلاء الثلاثة من الجهاد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يكن لأبي بكر وعمر وعثمان ، لأن أبا سفيان أبلى يوم حنين بلاء حسنا ، وقاتل يوم الطائف قتالا لم يسمع بمثله في ذلك اليوم لغيره ، وفيه ذهبت عينه ، وكانت راية رسول الله صلى الله عليه وآله مع ابنه يزيد بن أبي سفيان ، وهو يقدم بها بين يدي المهاجرين والأنصار . وقد كان أيضا لأبي سفيان بعد النبي صلى الله عليه وآله مقامات ومعروفة في الجهاد ، وهو صاحب يوم اليرموك ، وفيه ذهبت عينه الأخرى ، وجاءت الأخبار أن الأصوات خفيت فلم يسمع إلا صوت أبي سفيان ، وهو يقول : يا نصر الله اقترب . والراية مع ابنه يزيد ، وقد كان له بالشام وقائع مشهورات . ولمعاوية من الفتوح بالبحر وبلاد الروم والمغرب والشام في أيام عمر وعثمان وأيام إمارته وفي أيام أمير المؤمنين عليه السلام وبعده ما لم يكن لعمر ابن الخطاب" اهـ .
وقال المفيد في الارشاد : "وقسم رسول الله صلى الله عليه واله غنائم حنين في قريش خاصة، وأجزل القسم للمؤلفة قلوبهم كأبي سفيان بن حرب، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، والحارث بن هشام، وسهيل ابن عمرو، وزهير بن أبي أمية، و عبد الله بن أبي أمية، ومعاوية بن أبي سفيان، وهشام بن المغيرة، والأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن في أمثالهم" اهـ .
٦٧٥ - منهاج السنة - احمد بن عبد الحليم بن تيمية - ج ٧ ص ٣٧١ .
٦٧٦ - منهاج السنة - احمد بن عبد الحليم بن تيمية - ج ٧ ص ٣١٢ .
٦٧٧ - جامع المسائل - احمد بن عبد الحليم بن تيمية ج ٣ ص ٨٢ .
٦٧٨ - جامع المسائل - احمد بن عبد الحليم بن تيمية - ج ٥ ص ١٥٤ .
٦٧٩ - مجموع الفتاوى - احمد بن عبد الحليم بن تيمية - ج ٤ ص ٤٧٨ .
٦٨٠ - مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية - محمد بن علي بن أحمد البعليّ - ص ٤٨٢ .
٦٨١ - مجموع الفتاوى - احمد بن عبد الحليم بن تيمية - ج ٤ ص ٤٧٢ .
٦٨٢ - منهاج السنة - احمد بن عبد الحليم بن تيمية - ج ٦ ص ٢٣٢ - ٢٣٥ .
٦٨٣ - دلائل النبوة - ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي - ج ٦ ص ٤٨٠ .
٦٨٤ - تفسير القرطبي - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي - ج ٨ ص ١٨١ .
٦٨٥ - لمعة الاعتقاد - أبو محمد موفق الدين عبد الله بن أحمد المقدسي - ج ١ ص ٣١ .
٦٨٦ - الأنوار النعمانية - نعمة الله الجزائري - ج ٢ ص ٢٤٧ .
٦٨٧ - صحيح البخاري - بَابُ فَضْلِ مَنْ يُصْرَعُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمَاتَ فَهُوَ مِنْهُمْ - ج ٤ ص ١٨ .
٦٨٨ - فتح الباري - احمد بن علي بن حجر - ج ١ ص ٢٨٩ .
٦٨٩ - فتح الباري - احمد بن علي بن حجر - ج ٦ ص ١٨ .
٦٩٠ - التمهيد - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر- ج ١ ص ٢٣٥ .
٦٩١ - تاريخ أبي زرعة الدمشقي - ابو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي - ج ١ ص ٦ .
٦٩٢ - تاريخ الطبري - محمد بن جرير الطبري - ج ٢ ص ٦٠٢ .
٦٩٣ - تاريخ خليفة بن خياط - ص ١٦٠ .
٦٩٤ - تاريخ اليعقوبي - احمد بن ابي يعقوب - ج ١ ص ١٧٢ .
٦٩٥ - الآحاد والمثاني - أحمد بن عمرو بن الضحاك أبو بكر الشيباني - ج ١ ص ٤٢٩ .
٦٩٦ - السنن الكبرى - ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي - ج ٩ ص ٨٤ .
٦٩٧ - تاريخ خليفة بن خياط - ص ١٤١ .
٦٩٨ - تاريخ دمشق - ابو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر - ج ١٥ ص ٢٤ .
تعليقات
إرسال تعليق
يسرني تعليقك